أكتب لكم عن ِ الأدب المستريح في بلادنا .
لم أشأ أن أسمّيه الأدب الكسيح .. أو الأدب المتقاعد .. أو الأدب المصاب بلين العظام ..
اخترت ُ الصفة َ الأقلّ ظلما ً لأكتب لكم عمّا أسمّيه متسامحا ً ( الأدب المستريح ).
إنّه الأدب الذي نشف الزيت في مفاصله , وتصلّبت عضلات الحركة في قدميه . إنّه الأدب الذي نسي غريزة المشي.
ما هو موقفنا من الأدب الذي لا يمشي ؟
إنّه ُ موقف الحياة نفسها من كلّ كائن ٍ يتوالد , موقف المجتمع من كلّ عضو ٍ لا ينتج , موقف صاحب
الأرض من كلّ شجرة ٍ لا تثمر في حقله .. الإهمال .. ثم ّ َ القطع .. ثم ّ َ إحشاء الموقدة.
الحياة ُ لا تهمل ُ إلّا الذين يهملونها , ولا تكافئ إلا الذين يقابلون هداياها الجميلة بهدايا ذهنيّة أجمل.
أسطورة السلطة الإلهية للملوك و الأُدباء انتهت . وتيجان المجد لن تعطى بعد اليوم إلّا لمستحقّيها .
لن ترفع إلّا على رؤوس الحبلى بالهبات..
يتبع..
نزار قباني