[
=blue]
اختتم مؤتمر المناخ المنعقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن أعماله أمس بعد 13 يوما من مناقشات شاركت فيها 193 دولة تركزت حول التحرك الدولي لمكافحة الاحتباس الحراري.
وقد صدر عن المؤتمر اتفاق محدود الطموحات لمكافحة الاحتباس الحراري ليتم لاحقا الإعلان عن أن الدول المشاركة أخذت علما بالاتفاق الذي توصل إليه قادة 30 بلدا يمثلون اقتصادات متطورة وصاعدة وأطلق عليه اتفاق كوبنهاغن.
وجاء اتفاق كوبنهاغن غير الملزم في وثيقة من ثلاث صفحات تحدد هدفا للحد من ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية وينص الاتفاق على رصد ثلاثين مليار دولار على الأمد القصير للأعوام الثلاثة القادمة على أن تتم زيادة هذا المبلغ ليصل إلى مئة مليار دولار بحلول عام 2020 وستخصص هذه الأموال للدول الأكثر فقرا بهدف مساعدتها في التأقلم مع تداعيات الاحتباس الحراري.
وحدد الاتفاق 31 كانون الثاني القادم مهلة للدول الصناعية لتعلن أهدافها لتقليص انبعاثاتها من غازات الدفيئة بحلول 2020 وللدول النامية لتعلن إجراءات تنوي اتخاذها لتقليص انبعاثاتها لكن نص الاتفاق لم يشمل أي هدف بالأرقام غير انه يقضي بأن تكون التزامات الدول الصناعية قابلة للقياس والتدقيق من أجل مراقبة صحتها بينما ترك للدول النامية أن تعلن بنفسها كل عامين معلومات حول سياساتها المحلية تتضمن عناصر تسمح بالمشاورات والتحليلات الدولية مع احترام سيادتها الوطنية.
ويقترح نص منفصل تحديد نهاية عام 2010 كمهلة زمنية لمتابعة ما جرى الاتفاق عليه في كوبنهاغن ولكنه تخلى عن خطة بضرورة التوصل لمعاهدة ملزمة قانونيا.
وفي هذه الأثناء أكدت منظمة الصحة العالمية أن الآثار الصحية الناجمة عن تغير المناخ بدأت تظهر فعلا للعيان بدليل تزايد عدد الوفيات الناجمة عن موجات الحر وارتفاع في عدد الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات إضافة إلى التحولات الملاحظة في أنماط الأمراض المحمولة بالنواقل والتي تتهدد أرواح الناس مثل الملاريا.
وتضيف المنظمة أن ثمة بينات وافية تشير إلى أن للأنشطة البشرية أثرا على المناخ العالمي وأنها تؤدي إلى عواقب صحية وخيمة ذلك أن الظواهر المناخية الكارثية وحالات تغير المناخ التي تؤثر في إمدادات الغذاء والماء والأنماط الجديدة التي تتسم بها الأمراض المعدية والأمراض المستجدة المرتبطة بحالات تغير النظم البيئية لها جميعا علاقة بالاحترار العالمي وتطرح كلها مخاطر صحية.
وتقول الدكتورة مارغريت تشان المديرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية إن تغير المناخ سيكون له تأثير بالغ السوء على أهم المحددات الأساسية للصحة البشرية وهي الغذاء والهواء والماء وان المناطق التي تمتلك بنية تحتية صحية هشة وهذه تقع معظمها في البلدان النامية ستكون أقل المناطق قدرة على التكيف مع الأوضاع الجديدة إذا لم تتلق المساعدة اللازمة للتأهب والاستجابة للتغيرات المناخية.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى الأخطار الكبرى التي تحدق بصحة الإنسان في جميع أنحاء العالم نتيجة تغير المناخ واستنفاد طبقة الأوزون ونقص التنوع البيولوجي والتغيرات الطارئة على امدادات المياه العذبة وتدهور التربة وتغيير نظم إنتاج الأغذية.
وتقول المنظمة إن تقدير نظاق التغير وماله من أثر على صحة الانسان يقتضي التركيز على النظم البيئية كما يقتضي حتما الاعتراف بأن ضمان العافية يعتمد إلى حد كبير على مدى استقرار نظم حفظ الحياة التي يوفرها الغلاف الحيوي الجو والماء والتربة.
( سانا )