بريق الأمل

سكنت حركة الوجود...غارقة في بحر من الصمت بعدما تهاوى الليل ملقياً رأسه المثقل بالأوجاع....على صدر الدنيا...وبقيت وحدي ساهرة أحادث اللاشيء....وأناجي العدم وفجأة وجدتُ نفسي مشدودة...أمام صوت يتسلل...مقتحماً روح مسمعي...مندمجاً في وجدان حواسي...ذلك الصوت تعبق منه أنفاس حب الخير...وتموج في نبراته همساته المنبثقة من صميم ضميره...رسالة العطاء اللامحدود وتلمع في عينيه...أنوار الإيمان بحكمة وجودنا المسلحة بسوط المتناقضات المدفئ ألسنة عقولنا الخرساء....المتغافلة عن إدراك كنّه الحقيقة...موجهة...جلَّ غايتها ذبح شرايين الحياة...وإتلاف حواسها وتركها في حالة إحتضار...دائم...فلا الموت يرأف بحالها فيأخذها ...ولاعقولنا المشلولة العمياء تبصر النور فتحولها إلى جنة تنضح ثمار الخير في رحابها...فتحت عيني المتعبتين رويداً..رويداً...ليشرق الأمل في أعماقها...فاتحاً ذراعيه...معانقاً ذلك الصوت..هازماً اليأس..عن ساحة وجوده...حملني الشوق بين ذراعي ...لهفته بتقصي مصدر الصوت.. لأبصر جنة من الورود...تبتسم مقبّلة عيني القمر العاجي في أعالي السماء...وإذا الصوت يضيع ويتلاشى بين وريقات الورد وضوء القمر...عندها أيقنت أن الصوت لم يكن سوى صدى سعادة حكاية الحب والعطاء اللامتناهي المنبعثة من رحم الحياة...تسللت هاربة من بين أصابع الكون لتسكب بيديها ماء الأمل على أنات الزمن المتعبة...