لا تقرأ
هذا الكتابْ
إقرأ دموعي على خدِّكْ
إقرأ يدي تحت سيفك البتّارْ
إقرأ عصافير بلادي التي لاذت بالفرارْ
إقرأ دمي
فإنَّ من انتمى بالدّمْ
لترابه..
لصغاره..
لباب الدارْ ,
ليس أداةً لأحدْ
وليس رخيصاً
وليس مشروع انتحارْ
يا مثقّف تعال أعلّمك َ القراءة َ
قراءة َ البلد الحزينْ
فمن المبكّر, يا صغيري , عليك َ
قراءةُ الثوّارْ!!
تعال أعلّمك َ القراءة َ
إقرأ: سنابلَ
إقرأ: جداول َ
إقرأ: جدائل َ
إقرأ: قنابل َ
إقرأ: عارْ
إقرأ: دمارْ
فمن َ المبكِّر , يا صغيرُ, عليك َ
قراءةُ الثوّار ..!
إقرأ : سلالم َ
إقرأ : حمائم َ
إقرأ : طفولهْ
إقرأ : هزائم َ
إقرأ : جماجم َ
إقرأ : حصارْ
إقرأ : بابا
قتلوه في الحقل ِ
إقرأ : ماما
تلد على المعبرْ
إقرأ : جدّي
دفنوه ُ حيّا ً في العيد ْ
إقرأ : خالي
شنقوه صائما ً في رمضانْ
إقرأ : عمّي
اعتقلوه منذ ثلاثين سنهْ
إقرأ: أخي
مفقودٌ من سنهْ
إقرأ : أختي
اغتصبوها البارحهْ
إقرأ : فارس ْ
هل تعرف ُُ فارس عودة ؟
طبعاً لا
يا للعارْ ...............
إقرأ : أحمد
أحمد ياسينْ
شيخ ٌ مقعدْ,
أُسِر َ و ناضل َ و استُشهِد َ فجرا ً
في الحرب الدّوليّة ِ ضدَّ الإرهابْ
و ارتاح العالم من أحمد َ فجرا ً
و طَلَع َ نهارْ!
و أي ُّ نهار ... .. ؟؟
أليس منَ المبكِّر , يا قزمي, عليك َ
قراءة ُ الثوّارْ ..؟!
يا أهل الضّادْ
إن َّ بينكم ُ أُناسٌ
كسروا الأسطوانة َ إذ ْ أذّنوا :
حي َّ على الصلاحْ
حيَّ على السلاح
حيَّ على الكفاحْ
قد ماتت ِ الحياة ْ
قد قامت الحياة ْ
الوطن ُ أكبر ْ
الوطن ُ أكبر ْ
و يا أهل َ الضّاد ْ
إنَّ بينكم ُ أناسٌ
امتهنوا الإهانة َ والهزيمة َ و الحدادْ
وإنَّ بينكم ُ أناسٌ
امتهنوا الخيانة َو امتهنوا الانقيادْ
و يا أهل َ الضّادْ
إنَّ فو قكم ُ أُناسٌ
لا يميِّز واحدهم ْ
بين الصّاد ِ و بين الضّادْ...!!!
داسوا العبادْ
واستبدلوا الفارس َ بالفرسْ
و الشّعب َ بالعدسْ
والياقوت َ بالعدسْ
ألا كانوا استبدلوا فيهمْ
ربطة َ العنق ِ الأنيقة َ
بالجرسْ ؟؟!!!!!!!!!!!
عن ديوان " غدا ً عرس ُ حبيبتي " للشاعر المتألّق محمّد الشيخ خضر
نشرت هذه القصيدة في عام 2008 في صحيفة "القدس العربي" اللّندنية(عبد الباري عطوان)