مهزلة نظام الثواني

مهزلة نظام الثواني
بعد انتظار دام حوالي ثماني سنوات ... قررت المؤسسة العامة للاتصالات بالتنسيق مع شركتي الخليوي في سوريا تعديل نظام المحاسبة بالنسبة لمكالمات الخليوي حيث أصبح يعتمد على محاسبة المشترك بالثانية وليش بالدقيقة لكن .......... ( بعد الدقيقة الأولى )
لقد انفرجت أسارير مشتركي الخليوي عند سماع الخبر ... فهذا هو الحلم الذي طال انتظاره ، ستبقى جيوبنا مليئة بعد اليوم ولن نفقر ، هذه هي الشركات ( يا إما بلا ) ، ولكن !!!؟؟؟
في تفاصيل نظام الثواني ، يتم احتساب الدقيقة الأولى بثماني وحدات كما هو متعارف سابقاً ، أما بعدها ، فكل ثانية تحتسب بـ 0.16 وحدة ، طبعاً للوهلة الأولى هذا أمر جيد ، فعلى الأقل لن أضطر لخسارة ثماني وحدات على دقيقة لم أستهلك منها سوى ثانيتين أو ثلاث ، لكن الخافي أعظم
فبإجراء عملية حسابية بسيطة ( 0.16 × 60 ) نكتشف أن الدقيقة بعد الأولى أصبحت تكلفتها 9.6 وحدة ، أي أن سعر المكالمة قد ارتفع ، لماذا ؟
ألم يكن من المفروض تقسيم الوحدات الثماني على عدد ثواني الدقيقة لتكون النتيجة ( 8 ÷ 60 = 0.133 ) ، فلماذا تم احتساب سعر الثانية 0.16 وحدة ؟ هل هي ضريبة رفاهية أم أن تفعيل هذا النظام يلزمه طوابع مالية وهلال أحمر ؟
لقد تركت شركتا الخليوي والمؤسسة العامة للاتصالات لنفسها مجالاً للالتفاف ، فقد جعلت هذا النظام غير إجباري ( كتر خيرهم ) ومن يرغب بتفعيله فالخدمة مجانية ، لكن لو راودتك نفسك وعدلت عن هذه الفكرة وأردت العودة إلى النظام السابق ، فعليك دفع 50 وحدة ( ربما عطل وضرر للكومبيوتر ) .
لم تنتهي الحكاية ، فأنت عزيزي المشترك يا من تريد التعامل بنظام الثواني ، تفعيلك لهذا النظام دليل على أنك كحتوت وبخيل ، لذلك قررنا تجريدك من حقوقك الخليوية وسحب ميزة التخفيض منك لتصبح جمعتك تعيسة وليست سعيدة ، ولتقلع عن عادة مكالمات الليل ( نام بكير أريحلك ) .
يقول المثل الشعبي : اللي بعطيك ياه باليمين بيرد بياخدو باليسار ، لكني أتمنى أن يطبق هذا المثل بحذافيره ، فقد أصبح هذا المثل في مجال مشغلات الخليوي ( اللي بيعطوك ياه باليمين بيردو بياخدوه هوي وكل شي معك ) ، فإلى متى سنبقى ضحية مواكبة التطور ؟ وإلى متى سنبقى ندفع ثمن قشور التكنولوجيا شاكرين الله نعمه ؟ بانتظار الإجابة .

» مهزلة بفصول اربعة